محمد محمد عفش
محامٍ وكاتب وروائي مصري .
تخرج في كلية الحقوق جامعة القاهرة و حصل على دبلومات الدراسات العليا، مدير مركز ميم للأبحاث القانونية وأعمال المحاماة.
عمل مستشارًا قانونيًا لنادي أعضاء هيئة تدريس جامعة القاهرة.
له عدة مؤلفات قانونية في مجالات: حماية المستهلك، و الملكيه الفكرية والمشاع الإبداعي.
صدرت له العديد من الروايات وله عدة أبحاث في شرح مقومات المجتمع المصري في الدستور، عضو مؤسس في العديد من مؤسسات العمل الأهلي.
صدرت له مؤخرًا روايتي " لم تكتب بعد " عن دار مدينة الأدباء.
و رواية "ما وراء الكوابيس " عن دار الكاتب العربي للنشر
ونستعرض هنا رواية " ما وراء الكوابيس "
للكاتب/ محمد محمد عفش
والتي تبدو للوهلة الأولى من أدب الرعب، وتدور أحداثها في فترة زمنية من القرن الماضي، ثم تمتد زمنيًا لعمق زمني أبعد لتفسير أسس المخاوف والمحاذير المتوارثة، أحداث الرواية تحبس الأنفاس وتشعرك بالرعب وأنت تتابع مجموعة من الشخصيات يجتمعون حول رغبة الانتقام والثأر من مجهول يحيط بهم ويسيطر على تصرفاتهم، لينتهوا إلى كشف عناصره، وتحمل الرواية في النهاية مفاجئة لم تكن متوقعة للقارئ.
وقد لاقت الرواية قبولًا جماهيريًا ونفدت طبعتها الأولى.
ومما جاء بالرواية:-
- (العمدة رجل بهي الطلعة، سمح الوجه، تنطق ملامحه بالبراءة تحسبه للوهلة الأولى العادل الأمين المنصف الرشيد، لكن كل تلك الأقنعة تسقط عند أول تعامل حقيقي معه، فالوجه السمح البريء يُخفي وراءه قلبًا أسودًا، تستطيع إذا فهمت حقيقة ذلك العمدة أن تقرر أنك تعاملت مع الشيطان متجسدًا في صورة إنسان، بل أن العمدة كان تجسيدًا للشر على الأرض، تعرفه على حقيقته فتعرف كل المعاني السيئة والقيم المنحطة والأنانية والعدوانية والأذى، رغم هذا الشر الكامن فيه والذي لا تخطئه عين واعية، إلا أنه كان مثال الضمير والأمانه وحامي القيم لدى بسطاء قريتنا الذين انطلى عليهم معسول كلامه من خلف صفحة وجهه البريء، كان يكذب بكل إتقان وصدق حتى يحسبه الغافل عنه ينطق بالحق).
- ( يستطيع الخيال أن يخترق أي شيء حتى التفكير في أشد الأوقات صعوبة، إنه يقوم بدور إيجاد بدائل للواقع، ربما نقلك الخيال إلى بديل أفضل، وربما قذف بك في أتون نار مستعرة لا لشيء إلا لأن سيادته وجد الواقع يحتاج إلى ما هو أسوأ من الحاصل).
- (إن أشد قيد يُمكن أن يقيد العقول هو قيد الأوهام؛ حيث يتكفل الوهم بقتل الإبداع وينشر بين أصحابه فيروسات اليأس والإحباط).
- (لقد كانوا يسيطرون علينا بالخوف المعتمد على التخاريف التي زرعوها في عقول أهل القرية للسيطرة عليها لقد صنعت الروايات المتناقلة عبر الأجيال لا ندري متى بدأت ومتى تسللت إلى الوعي الجمعي لأهل القرية أسوارًا عاليه تحول بينهم وبين الحقيقة، بحيث أصبح البحث خلف الحقيقة يعني اتهام بالجنون أو الكفر وربما تم تنفيذ حكم القتل أو قطع اللسان، ليُصبح الأمر الذي يتفق عليه الجميع: حتى ولو عرفت الحقيقة احتفظ بها لنفسك)
- (كنت أتخيل أن الكابوس قاصر فقط على ذلك الذي يراه النائم، لكن ذلك الذي يقصه علينا محب وحسين يشبه الكابوس بل ما هو أسوأ من الكابوس ولكنه على أرض الواقع لقد شعرت بأنفاسي وهي تنحبس رغمًا عني وكأن الدماء تتجمد في عروقي وأنا أتخيل ذلك المنظر، حسين ومحب على الطريق الترابي من ورائهم المقابر وشجرة الشياطين وعلى يمينهم الطاحونة والسكة الحديد، وأمامهم مباشرة شباك يؤدي إلى داخل بيت الشيخ سليمان الذي مات في ظروف غامضة ولا زالت العفاريت الجوالة والقط ملك الجان يترددون على بيته، كانت كل هذه المقدمات تؤكد أن الأسوأ لم يأتي بعد.. فماذا بعد)
-( رغم تلك المخاوف وزيادة عليها مصير من سبقونا لهذا الطريق قررت أنا وبعض أصدقائي أن نخوض مغامرة في مواجهة المجهول، قررنا أن نبحث عن أجوبة مصدرها الواقع لا الحواديت المتوارثة، أجوبة تخضع للرصد والتتبع والمنطق لا تسقط في كهف الغموض ومحاذير القوى الخفية).
(محمد محمد عفش كاتب و روائي ومحامي مصري )